The Single Best Strategy To Use For العولمة والهوية الثقافية



الأول ميتافيزيقي لأنه يفصل الجوهر عن وقائعه التاريخية؛ إذ يرى في الشخصية الثقافية جوهرا أو تركيبة نفسية عقليه ثابتة ينبغي الانطلاق منها بصرف النظر عن الأوضاع التي أنتجتها، الاجتماعية، الاقتصادية، التاريخية، والفكرية.

"الإسطوغرافيا": رهاب الخارج ونظرية المؤامرة في السياسة الخارجية لإيران

وليس هناك ثقافة واحدة وإنما تسود أنواع وأشكال ثقافية منها ما يميل إلى الأنغلاق والأنعزال، ومنها ما يسعى إلى الأنفتاح والإنتشار.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

التأثير الخلقي: انتشار مظاهر العنف والإباحية في وسائل الإعلام والسينما والقنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت، مما تسبب في تدهور القيم في بعض المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بقيم العفة والحشمة.

نشر الفيلسوف المؤرخ المشار إليه كتاباً أخيراً باسم ”وحدة العالم“ لا يزيد على مئات معدودات من الصفحات طاف فيه على جميع الحوادث الجارية على سطح الكرة الأرضية، ودقق في مصادرها وأسبابها، فذهب إلى أنها مع تناقضها وتصادمها بعضها ببعض سائرة في الحقيقة على نظام ثابت مستقيم، ووصل إلى هذه النتيجة وهي:

ليس من الحكمة أن نتعامل مع العولمة بمنطق الرفض المطلق، أو القبول المطلق؛ فالعولمة عملية تاريخية، وبذلك يعد منطقًا متهافتًا ما يدعو إليه بعضهم من ضرورة محاربة العولمة بشكل عام، فهل يمكن مثلاً محاربة شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) من خلال إصدار قرار بالامتناع عن التعامل معها؟ وهل يمكن الامتناع عن التعامل مع منظمة التجارة العالمية على الرغم من سلبياتها المتعددة؟ وغير ذلك من المؤسسات العالمية العولمة والهوية الثقافية التي لا يمكن الانغلاق دونها.

ويعدّ تسارع الدول لتسجيل تراثها الثقافي والحضاري في منظمة اليونسكو العالمية مثالاً جليًّا على الوعيّ بأهمية الثقافة في توثيق المكانة الثقافية والفكرية عالميًّا.

ثم إن انفتاح الثقافة المحلية على المحيط الخارجي، ينبغي، في رأينا، أن لا يكون مؤشراً على إضفاء صفة القداسة على العولمة الثقافية، وأن لا يكون معنى عولمة الثقافة هو فرض ثقافة أمة على سائر الأمم، أو ثقافة الأمة القوية الغالبة على الأمم الضعيفة المغلوبة.

كما أن الحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إقصاء ثقافة الآخر؛ لأننا نحتاج إلى أن نفهم الآخر، ونتعرّف عليه؛ حتى يتسنى لنا تحقيق التبادل الثقافي على أكمل وجه، وإزالة أي فهم أو انطباع خاطئ ناتج من الجهل بالاختلافات الثقافية بين الشعوب. وبذلك تحمي الدول هويتها من التأثير السلبي للخمول الثقافي في نظام العولمة النشط.

وبالنسبة لمن يواجهون احتياجاً لتحديد ”من أنا؟“، ”ولمن أنتمي؟“، يقدم الدين إجابات قوية، وتوفر الجماعات الدينية مجتمعات صغيرة عوضاً عن تلك التي فقدت أثناء عملية التمدين.

..، حيث قامت بعض الشركات الأمريكية مثلا عبر القنوات الفضائية والسينما وشبكة الإنترنت بنشر اللغة الإنجليزية وأنماط الاستهلاك الأمريكي.

وما هي انعكاساتها على القيم والهوية الثقافية الوطنية والقومية؟

لقد كان تأثير العولمة في الثقافة والهوية الوطنية من أبرز القضايا التي أقلقت الدول المتقدمة في الفترة الأخيرة؛ إذ ظل هذا الهاجس حاضرًا لدى بعض الدول، مثل كندا ودول أوروبا، التي خافت أن تجتاحها الثقافة الأمريكية؛ فتصبح نسخًا مكررة من أمريكا؛ الأمر الذي سيؤدي إلى طمس هويتها الثقافية الخاصة بها؛ فلا يصبح لديها ثقافة خاصة تعزز كياناتها كدول ذات سيادة مستقلة؛ وذلك لأن الثقافة الوطنيّة عامل مهم وحيوي في تأصيل انتماء الأفراد داخليًّا، ثم في مدّ جسور التفاهم والتعاون والثقة والسلام خارجيًّا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *